خطبة عن بداية السنة الهجرية الجديدة مكتوبة 1445

خطبة عن بداية السنة الهجرية الجديدة مكتوبة 1445، حيث أن بداية العام الهجري تتضمن العديد من الدروس التي يمكن أن نستخلصها من تجربة الهجرة النبوية.
خلال تلك الفترة الحرجة تعلم المسلمون الصبر والصمود في وجه التحديات والمصاعب، وقدموا خدماتهم وتبرعاتهم لخدمة المجتمع وبناء أسس الإسلام الحقيقية الراسخة.
الآن تعرف على خطبة عن بداية السنة الهجرية الجديدة مكتوبة 1445.
خطبة عن بداية السنة الهجرية الجديدة
يبدأ العام الهجري بشهر محرم وينتهي بشهر ذي الحجة، ونحن الآن على أعتاب نهاية سنة هجرية، وبداية عام هجري آخر، وفي هذه المناسبة الدينية الجميلة، سنلقي لكم خطبة في بداية العام الهجري الجديد من خلال الفقرة التالية:
إن أصداء خطى السنة الهجرية الجديدة تعلو الآفاق وتملأ قلوبنا بالأمل والتجديد. فإن السنة الهجرية الجديدة تعتبر فرصة لنستعين بما علمنا الله تعالى في السنوات الماضية ولنهذب طرقنا لنكون أفضل في العام الجديد. كما أنها تأتينا بمجموعة من الدروس والعبر التي تساهم في سبيل الله تعالى وتتركز حول طاعته وتوبته والاستعداد ليوم الحساب. فإن الهجرة في تاريخنا الإسلامي كانت لتحقيق الدين وتكريس عبادة الله والتمسك بأحكامه. ومن هذا المنطلق، نجد أن بداية السنة الهجرية تدعونا للتأمل والتوبة، وتقوية علاقتنا بالله وبنبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
فقد كانت هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الكرام تمثل الشجاعة والإيمان في وجه الجهاد والمضايقات التي تعرضوا لها في مكة. إنها البداية الأسمى لتأسيس الدولة الإسلامية وتحقيق العدل والسلام في المدينة. لذلك، ففي بداية السنة الهجرية يجب أن ننظر إلى تلك الأحداث التاريخية ونتعلم منها. يجب أن نرى في الهجرة قدوة لنا في مواجهة التحديات وتحقيق النجاح والتقدم. وكما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لأجل الدين، يجب أن نستخدم بداية السنة الهجرية لتعزيز إيماننا والسعي لقرب الله وتحقيق الخير في حياتنا وحياة الآخرين. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فيا فوزًا للمستغفرين استغفروا الله.
خطبة عن بداية السنة الهجرية الجديدة مكتوبة 1445
تعتبر بداية العام الهجري موعداً مهماً لجميع المسلمين حول هذه الأرض، يتم من خلاله تذكير البطولات والفتوحات التي قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم لإعلاء كلمة الإسلام والمسلمين في كل مكان، ونقدم الآن الخطبة الأولى في بداية العام الهجري:
“الحمد لله حمدًا كثيرًا مباركًا فيه، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.”
“نحن جميعًا نستقبل عامًا هجريًّا جديدًا يذكِّرنا بمناسبة هجرة النبي الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- التي ابتدأ بها تكوين الأمة الإسلامية في بلد إسلامي مستقل بالمدينة المنورة، بعد تلك الفترة التي عاشها النبي -صلى الله عليه وسلم- في مكة، ولقي -عليه الصلاة والسلام- والصحابة -رضوان الله عليهم- أشد أنواع العذاب من قبل المشركين في مكة. فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يلقى أنواع السخرية والاستهزاء، ويُتَّهَم بالجنون والكذب والسحر، بل ويُوضَع سلا الجرور علي ظهره -عليه الصلاة والسلام- وهو ساجد عند الكعبة المشرفة، وتأتيه العروض المغرية يعطي المال والنساء والرئاسة على أن يترك هذا الدين إلا أنه كان صامدًا على دينه ويقول: “والله لو وُضعت الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الدين لا أتركه إلا أن أموت دونه” (صححه الألباني).”
“فأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- الصحابة أن يهاجروا إلى المدينة المنورة، فهاجر الصحابة ولما علم كفار قريش بذلك أرادوا أن يقتلوا محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، واتفقوا على أن يجمعوا من كل قبيلة شابًّا من الشباب، فيهجموا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيته فيضربوه ضربة رجل واحد حتى القتل، ويتفرق دمُه في القبائل لا يُدرى مَن قتَله فتعجز بنو هاشم عن مقاتلة تلك القبائل جميعها كما قال تعالى: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)[الأنفال: 30] ، ثم خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه بعد ثلاثة أيام، وتقابلا مع عبدالله بن أريقط الذي كان دليلاً لهم عن طريق بعيد عن أنظار قريش حتى وصلوا إلى المدينة المنورة.”
“فكانت هذه الهجرة نجاة للمسلمين بدينهم من أهل الطغيان والكفر وتكوين الدولة الإسلامية، ولقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- والصحابة قدوة لنا في الصبر على دينهم؛ رغم ما لاقوه من العذاب في مكة، نسأل الله -عز وجل- أن يجمعنا بهم في الجنة؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.”
